الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
حدثني محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثني محمد بن أبي يعقوب الربعي ، حدثنا عبد الكريم بن محمد الموصلي ، حدثنا أبي، قال: سمعت أبا تمام حبيب بن أوس الطائي يقول: وقفت على باب مالك بن طوق الرحبي أشهرا، فلم أصل إليه، ولم يعلم بمكاني، فلما أردت الانصراف، قلت للحاجب: أتأذن لي إليه أم أنصرف؟ قال: أما الآن، فلا سبيل إليه، قلت: فإيصال رقعة؟ قال: لا، ولا يمكن هذا، ولكن هو خارج اليوم إلى بستان له، فاكتب الرقعة وارم بها - في موضع أرانيه الحاجب - فكتبت:


لعمري، لئن حجبتني العبيـ د عنك فلم تحجب القافيه     سأرمي بها من وراء الجدا
ر شنعاء تأتيك بالداهيه [ ص: 252 ]     تصم السميع وتعمي البصير
ومن بعدها تسأل العافيه



فكتبت بها، ورميت بها من المكان الذي أرانيه الحاجب، فوقعت بين يديه، فأخرجها، فنظر فيها، فقال: علي بصاحب الرقعة، فخرج الخادم، فقال: من صاحب الرقعة؟ قلت: أنا، فأدخلت عليه، فقال لي: أنت صاحب الرقعة؟ قلت: نعم، فاستنشدني، فأنشدته، فلما بلغت: ومن بعدها تسأل العافية، قال: لا، بل نسأل العافية من قبلها، ثم قال: حاجتك، فأنشأت أقول:


ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي:     ماذا أصبت من الجواد المفصل؟
وإن قلت: أغناني، كذبت، وإن أقل     ضن الجواد بماله، لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول، فإنني     لا بد أخبرهم، وإن لم أسأل



فقال: إذا والله لا أختار إلا أحسنها، كم أقمت ببابي؟ قلت: أربعة أشهر، قال: يعطى بعدد أيامه ألوفا، فقبضت مائة وعشرين ألف درهم.

سمعت محمد بن نصر بن نوفل بقوقل يقول: سمعت أبا داود السنجي يقول: كان ببغداد رجل يقال له: ابن الهفت، فمر يوما على سائل واقف على الجسر وهو يقول: اللهم ارزق المسلمين حتى يعطوني، فقال له: تسأل ربك الحوالة؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية