الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
باب الحث على لزوم السخاء ومجانبة البخل

أنبأنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ، حدثنا سعيد بن محمد الوراق ، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "السخي قريب من الله، قريب من الناس، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، ولسخي جاهل أحب إلى الله من بخيل عابد".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب غريب.

فالواجب على العاقل إذا أمكنه الله تعالى من حطام هذه الدنيا الفانية، وعلم زوالها عنه، وانقلابها إلى غيره، وأنه لا ينفعه في الآخرة إلا ما قدم من الأعمال الصالحة: أن يبلغ مجهوده في أداء الحقوق في ماله، والقيام بالواجب في أسبابه، مبتغيا بذلك الثواب في العقبى، والذكر الجميل في الدنيا؛ إذ السخاء محبة ومحمدة، كما أن البخل مذمة ومبغضة، ولا خير في المال إلا مع الجود، كما لا خير في المنطق إلا مع المخبر.

ولقد أنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري:


الجود مكرمة، والبخل مبغضة لا يستوي البخل عند الله والجود     والفقر فيه شخوص، والغنى دعة
والناس في المال مرزوق ومحدود



التالي السابق


الخدمات العلمية