الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على صحبة الأخيار والزجر عن عشرة الأشرار

حدثنا الحسن بن سفيان النسائي ، حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مثل الجليس الصالح مثل العطار، إن لم ينلك منه أصابك من ريحه، ومثل جليس السوء مثل القين، إن لم تصبك ناره أصابك شرره ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار; لأن مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها. ومودة الأشرار [ ص: 100 ] سريع انقطاعها، بطيء اتصالها. وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم.

فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب، لئلا يكون مريبا. فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر.

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي :


عليك بإخوان الثقات; فإنهم قليل فصلهم دون من كنت تصحب     ونفسك أكرمها وصنها; فإنها
متى ما تجالس سفلة الناس تغضب



سمعت أبا يعلى يقول: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول " من أحب رجلا صالحا فإنما يحب الله تبارك وتعالى ".

التالي السابق


الخدمات العلمية