الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا علي بن الجعد ، حدثنا سفيان الثوري عن شعبة قال: خرج عبد الله بن مسعود على أصحابه فقال " أنتم جلاء حزني ".

أخبرني محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا هلال بن العلاء ، حدثنا إسحاق بن الضيف ، عن شيبة بن أبي مسهر عن الحكم بن هشام قال خالد بن صفوان " لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث: مجالسة النسوان، وشم الولدان، ولقي الإخوان ".

حدثنا محمد بن المنذر ، حدثنا مسعدة بن حازم المصري حدثنا خالي هارون بن سعيد ، حدثنا خالد بن نزار ، حدثنا سفيان عن موسى بن عقبة قال " إن كنت لألقى الأخ من إخواني فأكون بلقيه عاقلا أياما ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قد ذكرت ما يشاكل هذه الحكايات في كتاب " مراعاة العشرة " فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب.

فالواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من السرور شيء يعدل صحبة الإخوان، ولا غم يعدل غم فقدهم، ثم يتوقى جهده مفاسدة من صافاه، [ ص: 93 ] ولا يسترسل إليه فيما يشينه، وخير الإخوان من إذا عظمته صانك، ولا يعيب أخاه على الزلة، فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح، ويتنكب محاسدة الإخوان; لأن الحسد للصديق من سقم المودة كما أن الجود بالمودة أعظم البذل، لأنه لا يظهر ود صحيح من قلب سقيم، وليحذر المرء في إخائه ألم التثقيل على أخيه; لأن من ثقل على صديقه خف على عدوه، وإن من أعظم المعونة على تسلية الهم الرضا بالقضاء، ولقي الإخوان.

التالي السابق


الخدمات العلمية