الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أنبأنا محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثنا جنيد بن حكيم الدقاق ، حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال :كان القحذمى ينشد كثيرا :


ذهب الحسن والجمال من الناس، ومات الذين كانوا ملاحا     وبقى الأسمجون من كل صنف
إن في الموت من أولئك راحا



قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل يعلم أن البشر مجبولون على أخلاق متباينة، وشيم مختلفة، فكل واحد يحب اتباع مساعدته، وترك مباعدته، فمتى رام من أخيه ضد ما وطن نفسه عليه قلاه، وإذا تبين له منه خلاف ما أضمر عليه قلبه مله، ومن الملال يكون الاستثقال، ومن الاستثقال يكون البغض، ومن البغض تهيج العداوة، فالاشتغال هذا بمن نعته للعاقل حمق. ولقد أحسن النباجي حيث يقول :


أرفض الناس وكل مشغله     قد بخل الناس بمثل خردله
لا تسأل الناس وسل من أنت له

[ ص: 85 ] وأنشدني ابن أبي علي قال: أنشدني محمد بن يعقوب العبدي :


إذا قلت: هذا صاحب قد رضيته     وقرت به عيناي، بدلت آخرا
وذلك: أني لا أصاحب صاحبا     من الناس إلا خانني وتغيرا



التالي السابق


الخدمات العلمية