الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على لزوم الصمت وحفظ اللسان

أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي - ببغداد - حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أبي حصين ، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ".

قال أبو حاتم: الواجب على العاقل إذا ذكر - المطيتين اللتين ذكرتهما قبل إصلاح السريرة ولزوم العلم: أن يبلغ مجهوده حينئذ في حفظ اللسان حتى يستقيم له، إذ اللسان هو المورد للمرء موارد العطب. والصمت يكسب المحبة والوقار، ومن حفظ لسانه أراح نفسه، والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عن الكلام، والصمت منام العقل ، والمنطق يقظته.

حدثنا محمد بن زنجويه ، حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس أن لقمان قال " إن من الحكم الصمت ، وقليل فاعله ".

وأنشدني الكريزي :


أقلل كلامك واستعذ من شره إن البلاء ببعضه مقرون     واحفظ لسانك واحتفظ من غيه
حتى يكون كأنه مسجون     وكل فؤادك باللسان، وقل له
إن الكلام عليكما موزون     فزناه وليك محكما ذا قلة
إن البلاغة في القليل تكون



التالي السابق


الخدمات العلمية