الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عمران بن خالد الخزاعي قال: سمعت الحسن يقول " ما تم دين عبد قط حتى يتم عقله ".

قال أبو حاتم: أفضل ذوي العقول منزلة أدومهم لنفسه محاسبة، وأقلهم عنها فترة.

فبالعقل تعمر القلوب، كما أن بالعلم تستخرج الأحلام، وعمود السعادة العقل، ورأس الاختيار، ولو صور العقل صورة لأظلمت معه الشمس لنوره، فقرب العاقل مرجو خيره على كل حال، كما أن قرب الجاهل مخوف شره على كل حال.

[ ص: 20 ] ولا يجب للعاقل أن يغتم; لأن الغم لا ينفع، وكثرته تزري بالعقل، ولا أن يحزن; لأن الحزن لا يرد المرزئة. ودوامه ينقص العقل.

والعاقل يحسم الداء قبل أن يبتلى به، ويدفع الأمر قبل أن يقع فيه، فإذا وقع فيه رضي وصبر، والعاقل لا يخيف أحدا أبدا ما استطاع، ولا يقيم على خوف وهو يجد منه مذهبا، وإذا خاف على نفسه الهوان طابت نفسه عما يملك من الطارف والتالد، مع لزوم العفاف، إذ هو قطب شعب العقل.

أنشدني المنتصر بن بلال بن المنتصر الأنصاري :


أولست تأمر بالعفاف وبالتقى وإليه آل الأمر حين يؤول؟     فإن استطعت فخذ بعقلك فضلة
إن العقول يرى لها تفضيل



التالي السابق


الخدمات العلمية