حدثنا محمد بن أبي علي الخلادي ، حدثنا أحمد بن محمد المسروقي ، حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني ، حدثنا أبو عمر العمري، حدثني عبد الله بن سلمة بن مرداس ، عن أبيه، قال: قال لي رجل من حكماء الفرس: nindex.php?page=treesubj&link=18043_33303أقرب القرابة المودة الدائمة، وأفضل ما ورث الآباء الأبناء حسن الأدب.

قال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم - رضي الله عنه - : أفضل ما ورث أب ابنا ثناء حسن، وأدب نافع، والخرس عندي خير من البيان بالكذب، كما أن الحصور خير من العاهر.

فيجب على العاقل أن يذكي قلبه بالأدب، كما يذكي النار بالحطب؛ لأن من لم يذك قلبه ران حتى يسود، ومن تعلم الأدب فلا يتخذه للمماراة عدة، ولا للمباراة ملجأ، ولكن يقصد قصد الانتفاع بنفسه، وليستعين به على ما يقر به إلى بارئه.

ولقد أنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

أدب المرء كلحم ودم ما حواه رجل إلا صلح     لو وزنتم رجلا ذا أدب
بألوف من ذوي الجهل رجح

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْخَلَّادِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَسْرُوقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مِرْدَاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ حُكَمَاءِ الْفُرْسِ: nindex.php?page=treesubj&link=18043_33303أَقْرَبُ الْقَرَابَةِ الْمَوَدَّةُ الدَّائِمَةُ، وَأَفْضَلُ مَا وَرَّثَ الْآبَاءُ الْأَبْنَاءَ حُسْنُ الْأَدَبِ.

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13053أَبُو حَاتِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَفْضَلُ مَا وَرَّثَ أَبٌ ابْنًا ثَنَاءٌ حَسَنٌ، وَأَدَبٌ نَافِعٌ، وَالْخَرَسُ عِنْدِي خَيْرٌ مِنَ الْبَيَانِ بِالْكَذِبِ، كَمَا أَنَّ الْحَصُورَ خَيْرٌ مِنَ الْعَاهِرِ.

فَيَجِبُ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يُذَكِّيَ قَلْبَهُ بِالْأَدَبِ، كَمَا يُذَكِّي النَّارَ بِالْحَطَبِ؛ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يُذَكِّ قَلْبَهُ رَانَ حَتَّى يَسْوَدَّ، وَمَنْ تَعَلَمَّ الْأَدَبَ فَلَا يَتَّخِذُهُ لِلْمُمَارَاةِ عُدَّةً، وَلَا لِلْمُبَارَاةِ مَلْجَأً، وَلَكِنْ يَقْصِدُ قَصْدَ الِانْتِفَاعِ بِنَفْسِهِ، وَلِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى مَا يُقِرُّ بِهِ إِلَى بَارِئِهِ.

وَلَقَدْ أَنْشَدَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَبْرَشُ:

أَدَبُ الْمَرْءِ كَلَحْمٍ وَدَمٍ مَا حَوَاهُ رَجُلٌ إِلَّا صَلَحْ     لَوْ وَزَنْتُمْ رَجُلًا ذَا أَدَبٍ
بِأُلُوفٍ مِنْ ذَوِي الْجَهْلِ رَجَحْ