الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
أخبرنا محمد بن إبراهيم الخالدي الهروي ، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: سمعت أبي عن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد " إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه، فقد تمت خسارته ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح إذا كان فيه إثم فهو يسود الوجه، [ ص: 80 ] ويدمي القلب ويورث البغضاء، ويحيي الضغينة، وإذا كان من غير معصية يسلي الهم ويرقع الخلة، ويحيي النفوس، ويذهب الحشمة، فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما ينسب بفعله إلى الحلاوة، ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد.

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عائذ كان بهراة حدثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم العرياناني - قرية من قرى مرو - حدثنا سهل بن يحيى عن أبيه عن الأعمش ، عن إبراهيم قال " لا يمازحك إلا من يحبك ".

أخبرنا محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا إبراهيم بن الجنيد ، حدثنا الصلت بن مسعود حدثني ابن عيينة قال: أظنني سمعته من داود بن شابور، عن محمد بن المنكدر قال: قالت لي أمي وأنا غلام " لا تمازح الغلمان، فتهون عليهم، أو يجترئوا عليك ".

حدثنا عمرو ، حدثنا الغلابي ، حدثنا ابن عائشة ، حدثنا دريد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن مالك بن دينار قال: قال عمر بن الخطاب " من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به ".

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو الدرداء ، حدثنا أبو إسحاق الطالقاني ، عن مبشر بن إسماعيل عن راشد بن أبي قبال قال " استسقى سعيد بن جبير، فأتيته بسويق محلى، فقال: يا راشد شكر أزدست شيرين.

قال أبو حاتم رضي الله عنه: من مازح رجلا من غير جنسه هان عليه واجترأ [ ص: 81 ] عليه، وإن كان المزاح حقا، لأن كل شيء لا يجب أن يسلك به غير مسلكه، ولا يظهر إلا عند أهله.

على أني أكره استعمال المزاح بحضرة العام، كما أكره تركه عند حضور الأشكال.

ولقد أخبرنا كامل بن مكرم ، حدثنا ربيعة بن الحارث الجيلاني ، حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الجبابري قال: قال أبو عبد الرحمن الأعرج " كان إبراهيم بن أدهم يحدثنا، ويضاحكنا، وإذا رأى غيرنا قال: هذا جاسوس ".

التالي السابق


الخدمات العلمية