الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10154 وعن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب ، فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا جاثم من النوم ، فقال : " يا ابن اليمان ، قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم " .

                                                                                            قلت : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد قال : " انطلق يا ابن اليمان ، فلا بأس عليك من برد ولا حر حتى ترجع لي " .

                                                                                            فانطلقت حتى أتيت عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله ، وقد تفرق الأحزاب عنه ، فجئت حتى أجلس فيهم ، فحس أبو سفيان أنه قد دخل فيهم من غيرهم ، فقال : ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال : فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده ، ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده ، فلبثت فيهم هنيهة ، ثم قمت فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يصلي ، فأومأ إلي أن أدنو فدنوت حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني .

                                                                                            فلما فرغ من صلاته قال : " يا ابن اليمان ، اقعد ؛ ما خبر الناس ؟ " . فقلت : يا رسول الله ، تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار ، وقد صب الله تبارك وتعالى عليهم من البرد مثل الذي صب علينا ، ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون
                                                                                            .

                                                                                            رواه البزار ، ورجاله ثقات . وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية