الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10208 وعن ابن عباس قال : صالح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء ، وعلى كل شيء إلا أنفسهم وذراريهم .

                                                                                            قال : فأتي بالربيع وكنانة ابني أبي الحقيق ، وأحدهما عروس بصفية بنت حيي ، فلما أتى بهما ، قال : " أين آنيتكما التي كانت تستعار بالمدينة ؟ " قال : أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها ، قال : " انظرا ما تقولان فإنكما إن كتمتاني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما " .

                                                                                            قال : فدعا رجلا من الأنصار قال : " اذهب إلى مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة ، فانزع تلك الرقعة ، واستخرج تلك الآنية فأت بها " فانطلق حتى جاء بها ، فقدمهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب أعناقهما .

                                                                                            وبعث إلى ذريتهما فأتي بصفية بنت حيي وهي عروس ، فأمر بلالا فانطلق بها إلى منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق بلال فمر بها على زوجها وأخيه وهما قتيلان ، فلما رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " سبحان الله ! ما أردت يا بلال إلى جارية [ بكر ] تمر بها على قتيلين تريها إياهما [ أما لك رحمة ] " قال : أردت أن أحرق جوفها .

                                                                                            قال : ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبات معها ، وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب [ ص: 153 ] الفسطاط ، فقال : إن سمعت واعية أو رابني شيء كنت قريبا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                            وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إقامة بلال ، قال : " من هذا ؟ " قال : أنا أبو أيوب ، قال : " ما شأنك هذه الساعة ههنا ؟ " . قال : يا رسول الله ، دخلت بجارية [ بكر ] وقد قتلت زوجها وأخاه ، فأشفقت عليك ، قلت : أكون قريبا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يرحمك الله أبا أيوب " ثلاث مرات .

                                                                                            وأكثر الناس فيها فقائل [ يقول ] : سريته ، وقائل يقول : امرأته ، فلما كان عند الرحيل قالوا : انظروا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن حجبها فهي امرأته ، وإن لم يحجبها فهي سريته ، فأخرجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحجبها ، فوضع لها ركبته ، ووضعت ركبتها على فخذه وركبت .

                                                                                            وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها ، قالت : لا بل أعتقني وانكحني ، ففعل - صلى الله عليه وسلم
                                                                                            - . رواه الطبراني ، وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية