الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9825 وعن حميد بن منهب قال : بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان ، فقال : بئس لعمر الله ما يقول في عمه ، لكني لا أقول في عبد الله إلا خيرا ، رحمة الله عليه إن كان امرأ صالحا ، خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا هند ، وخرجت أسير أمامهما - وأنا غلام - على حمارة ، إذ لحقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو سفيان : انزل يا معاوية ، حتى يركب محمد . فنزلت عن الحمارة ، فركبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسار أمامهما هنيهة ، ثم التفت إليهما ، فقال : " يا أبا سفيان بن حرب ، ويا هند بنت عتبة ، والله لتموتن ، ثم لتبعثن ، ثم ليدخلن المحسن الجنة ، والمسيء النار ، وأن ما أقول لكم حق ، وإنكم أول من أنذرتم " . ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حم تنزيل من الرحمن الرحيم " . حتى بلغ : " قالتا أتينا طائعين " . فقال له أبو سفيان : أفرغت يا محمد ؟ قال : " نعم " . ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحمارة ، وركبتها ، فأقبلت هند على أبي سفيان ، فقالت : ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني ؟ فقال : والله ما هو بساحر ، ولا كذاب . رواه الطبراني في الأوسط . وحميد بن منهب [ ص: 21 ] لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية