الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10837 - عن ابن عباس قال : حضرت عصابة من اليهود نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقالوا : يا أبا القاسم ، حدثنا عن خلال نسألك عنهن ، لا يعلمهن إلا نبي . قال : " سلوني عم شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة الله ، وما أخذ يعقوب على بنيه ، لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتبايعني " . قالوا : فذلك لك .

                                                                                            قال : أربع خلال نسألك عنها : أخبرنا أي طعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ وأخبرنا كيف ماء الرجل من ماء المرأة ؟ وكيف الأنثى منه والذكر ؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم ؟ ومن وليه من الملائكة ؟ .

                                                                                            فأخذ عليهم عهد الله : " لئن أخبرتكم لتتابعني " فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق ، قال : " فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا [شديدا] فطال سقمه ، فنذر نذرا لئن عافاه [ ص: 315 ] الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه ، وأحب الطعام إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل ، وأحب الشراب إليه ألبانها ؟ " فقالوا : اللهم نعم ، فقال : " اللهم اشهد " .

                                                                                            وقال : " أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله تعالى ، إن علا ماء الرجل كان ذكرا بإذن الله تعالى ، وإن علا ماء المرأة كان أنثى بإذن الله ؟ " . قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد " .

                                                                                            قال : " فأشهدكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن النبي الأمي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ " قالوا : اللهم نعم ، قال : " اللهم اشهد عليهم " .

                                                                                            قالوا : أنت الآن حدثتنا فحدثنا من وليك من الملائكة ، فعندها نجامعك أو نفارقك . قال : " فإن وليي جبريل ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه " . قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك من الملائكة سواه لاتبعناك وصدقناك ، قال : " فما يمنعكم أن تصدقوا ؟ " قالوا : هو عدونا .

                                                                                            فعند ذلك قال الله عز وجل : من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب
                                                                                            .

                                                                                            رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية