الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10446 وعن كليب بن شهاب قال : كنت جالسا عند علي ، وهو في بعض أمر الناس ، إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، فشغل عليا ما كان فيه من أمر الناس ، فقال كليب : قلت : ما شأنك ؟ فقال : كنت حاجا أو معتمرا - قال : لا أدري أي ذلك قال - فمررت على عائشة ، فقالت : [ ص: 239 ] من هؤلاء الذين خرجوا قبلكم يقال لهم : الحرورية ؟ قال : فقلت : في مكان يقال له حروراء ؟ قال : قال : فسموا بذلك الحرورية . فقالت : طوبى لمن شهد هلكتهم . قالت : أما والله لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم .

                                                                                            فمن ثم جئت أسأل عن ذلك ، قال : وفرغ علي ، فقال : أين المستأذن ؟ فقام عليه فقص عليه مثل ما قص علي ، قال : فأهل علي ثلاثا ثم قال : كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عنده أحد إلا عائشة ، قال : فقال لي :

                                                                                            " يا علي ، كيف أنت وقوم يخرجون بمكان كذا وكذا " . وأومأ بيده نحو المشرق : " ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم - أو تراقيهم - يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، فيهم رجل مخدج اليد ، كأن يده ثدي حبشية
                                                                                            " .

                                                                                            ثم قال : أنشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أحدثكم أنه فيهم ؟ قالوا : نعم . فذهبتم فالتمستموه حتى جئتم به تسحبونه كما نعت لكم ؟ قال : ثم قال : صدق الله ورسوله . ثلاث مرات .

                                                                                            رواه أبو يعلى ورجاله ، رجال ثقات ، ورواه البزار بنحوه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية