الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9818 وعن عبد الله بن مسعود قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، وأبو جهل بن هشام ، وشيبة ، وعتبة ابنا ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف ، ورجلان آخران كانوا سبعة ، وهم في الحجر ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، فلما سجد أطال السجود ، فقال أبو جهل : أيكم يأتي جزور [ ص: 18 ] بني فلان ، فيأتينا بفرثها ، فيلقيه على محمد - صلى الله عليه وسلم - فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط ، فأتى به ، فألقاه على كتفيه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساجد لم يهتم ، قال ابن مسعود : وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني ، فأنا أذهب إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه ، ثم استقبلت قريشا تسبهم ، فلم يرجعوا إليها شيئا ، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته ، قال : " اللهم عليك بقريش " ثلاثا " عليك بعتبة ، وعقبة ، وأبي جهل ، وشيبة " . ثم خرج من المسجد ، فلقيه أبو البختري ومع أبي البختري سوط يتخصر به ، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر وجهه ، فقال : ما لك ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " خل عني " . قال : علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك ، فلقد أصابك شيء ؟ فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غير مخل عنه ، أخبره ، فقال : " إن أبا جهل أمر فطرح علي فرث " . فقال أبو البختري : هلم إلى المسجد . فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو البختري ، فدخلا المسجد ، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل ، فقال : يا أبا الحكم ، أنت الذي أمرت بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فطرح عليه الفرث ؟ قال : نعم . قال : فرفع السوط فضرب به رأسه قال : فثار الرجال بعضها إلى بعض قال : وصاح أبو جهل : ويحكم هي له ، إنما أراد محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يلقي بيننا العداوة ، وينجو هو وأصحابه .

                                                                                            9819 وفي رواية فلما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه ، حمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد : اللهم عليك الملأ من قريش
                                                                                            " . قلت : حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبي البختري . رواه البزار ، والطبراني في الأوسط ، وفيه الأجلح بن عبد الله الكندي ، وهو ثقة عند ابن معين ، وغيره ، وضعفه النسائي ، وغيره .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية