الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10140 وعن ابن عباس قال : احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع ، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة ؟ " ، قال رجل : نعم ، قال : " أما لا فتقدم ، فدلنا عليه " ، فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه ، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أتانا ، فجاء الرجل يسعى فقال : بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها ، فوثب إليها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " الجدي من ورائنا " فذبح الجدي ، وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت القدر وثردت قصعتها ، فقربتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - إصبعه فيها ، فقال : " بسم الله ، اللهم بارك فيها ، اللهم بارك فيها ، اطعموا " ، فأكلوا منها حتى صدروا ، ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها ، فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه : أن اذهبوا وسرحوا إلينا نغديكم ، فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ، ثم قام ودعا لربة البيت وشمت عليها وعلى أهلها ، ثم مشوا إلى الخندق ، فقال : " اذهبوا بنا إلى سلمان " ، وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه [ ص: 132 ] " دعوني فأكون أول من ضربها " ، فقال : " بسم الله " فضربها فوقعت فلقة ثلثها ، فقال : " الله أكبر ، قصور الروم ورب الكعبة " ، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة ، فقال : " الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة " ، فقال عندها المنافقون : نحن بخندق على أنفسنا ] وهو يعدنا قصور فارس والروم ، رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ونعيم العنبري ، وهما ثقتان .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية