الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10072 - وعن عبد الله بن مسعود أن النساء يوم أحد كن خلف المسلمين يجهزن على قتلى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر : إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله : منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم فلما خالف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعصوا ما أمر به ، أفرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسعة : سبعة من الأنصار ، ورجلان [ ص: 110 ] من قريش ، وهو عاشرهم ، فلما رهقوه قال : " رحم الله رجلا ردهم عنا " ، فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل ، فلما رهقوه أيضا قال : " يرحم الله رجلا ردهم عنا " ، فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لصاحبيه : " ما أنصفنا أصحابنا " ، فجاء أبو سفيان فقال : اعل هبل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " قولوا الله أعلى وأجل " فقالوا : الله أعلى وأجل ، فـقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : قولوا : " الله مولانا والكافرين لا مولى لهم " ، ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، يوم لنا ويوم علينا ، ويوم نساء ، ويوم نسر ، حنظلة بحنظلة ، وفلان بفلان ، وفلان بفلان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا سواء ، أما قتلانا فأحياء يرزقون ، وقتلاكم في النار يعذبون " ، قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مثلة ; فإن كانت لعن غير ملأ منا ، ما أمرت ولا نهيت ، ولا أحببت ولا كرهت ، ولا ساءني ولا سرني ، قال : فنظروا ، فإذا حمزة قد بقر بطنه ، وأخذت هند كبده ، فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أكلت منها شيئا ؟ " ، قالوا : لا ، قال : " ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار " ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة فصلى عليه ، وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه ، فرفع الأنصاري وترك حمزة ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة ، فصلى عليه ، ثم رفع وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة ، رواه أحمد ، وفيه عطاء بن السائب ؛ وقد اختلط .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية