الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            10182 وعن عبد الله بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله عز وجل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلي بن أبي طالب ، وسهيل بن عمرو بين يديه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - عليه السلام - : " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " . فأخذ سهيل بيده ، فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم ، اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : " اكتب باسمك اللهم " فكتب " .

                                                                                            هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة " فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله ، اكتب في قضيتنا ما نعرف قال : " اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وأنا رسول الله " فكتب .

                                                                                            فبينا نحن كذلك خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل جئتم في عهد أحد ؟ أو هل جعل لكم [ أحد ] أمانا ؟ " ، قالوا : لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله عز وجل : ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا )
                                                                                            . رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية