الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( فلو دفع إليه مالا يتجر به ثم اختلفا ، فقال رب المال كان قراضا ) على النصف مثلا ( فربحه بيننا وقال العامل : كان قرضا فربحه كله لي فالقول قول رب المال ) ; لأن الأصل بقاء ملكه عليه ( فيحلف ) [ ص: 524 ] رب المال .

                                                                                                                      ( ويقسم الربح بينهما ) نصفين ( وإن أقام كل واحد منهما بينة بدعواه تعارضتا ) أي البينتان وسقطتا ( وقسم ) الربح ( بينهما نصفين ) نص عليه في رواية مهنا واقتصر عليه في المغني ; لأن الأصل بقاء ملك رب المال عليه ، وتبع الربح ، لكن قد اعترف بنصف الربح منه للعامل فبقي الباقي على الأصل والمذهب : تقدم بينة العامل ، كما قدمه أولا .

                                                                                                                      ( وإن قال رب المال كان بضاعة ) فربحه لي ( وقال العامل : كان قراضا ) فربحه لنا ( أو ) كان ( قرضا ) فربحه لي ( حلف كل منهما على إنكار ما ادعاه خصمه ) ; لأن كلا منهما منكر لما ادعاه خصمه عليه والقول قول المنكر ( وكان للعامل أجرة ) مثل ( عمله لا غيره والباقي لرب المال ) ; لأنه نماء ماله تابع له .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية