الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ولأن المجاز أغلب ، ويكون أبلغ ، وأوجز ، وأوفق ، ويتوصل به إلى السجع والمقابلة ، والمطابقة ، والمجانسة والروي .

            التالي السابق


            ش - هذه هي الوجوه المتعلقة بخواص المجاز منها : أن المجاز أكثر وقوعا في اللغة من الاشتراك ، والأكثر أرجح ، وما كان أرجح فهو أولى .

            ومنها : أن المجاز أبلغ ، أي يكون أدل على تمام المقصود . لأن [ ص: 210 ] قولنا : " زيد أسد " أتم دلالة على شجاعته من قولنا : " زيد شجاع " أو " زيد كالأسد في الشجاعة " . يدرك ذلك صاحب الذوق السليم . وما كان أبلغ فهو أولى .

            وبعض الشارحين أورد لفظ المتن هكذا : " ولأن المجاز أغلب فيكون أبلغ " . وقال : " الفاء " للسببية ، وجعل قوله : " فيكون أبلغ " إلى قوله " الروي " أسبابا لغلبة المجاز .

            هذا وإن كان له وجه ، لكن الأول أولى ; لأنه على التقدير الأول يكون كل واحد من المذكورات وجها مستقلا لأولوية المجاز . وعلى الوجه الذي أخذه هذا الشارح ، يكون جميع المذكورات متمما لوجه واحد .

            ومنها : أن المجاز قد يكون أوجز في اللفظ ; إذ يقوم لفظ المجاز مقام الموصوف والصفة . كقولنا : رأيت أسدا ; فإن الأسد يقوم مقام قولنا : " رجل شجاع " .

            ومنها : أن المجاز أوفق للطباع ; لأنه قد يكون أحسن في العادة . كالتعبير عن إيلاج الذكر في الفرج بالجماع . وكقوله تعالى : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن .

            ومنها : أن المجاز يتوصل به إلى السجع ، وهو رعاية الوزن والعجز .

            [ ص: 211 ] وإلى المطابقة ، وقد مر تفسيرهما في الترادف . وإلى المقابلة ، وهي أن تجمع بين شيئين أو أكثر وبين ضديهما ثم إذا شرطت هنا شرطا ، شرطت هناك ضده .

            كقوله تعالى : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى . وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى .

            وإلى المجانسة والروي ، وقد مر تفسيرهما أيضا في الترادف .




            الخدمات العلمية