الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : حسن الصدق النافع والإيمان ، وقبح الكذب الضار والكفران معلوم بالضرورة من غير نظر إلى عرف أو شرع أو غيرهما . والجواب : المنع . [ بل ] بما ذكر .

            التالي السابق


            ش - هذا دليل المعتزلة على أن الحسن والقبح ذاتيين للفعل .

            [ ص: 306 ] توجيهه أن يقال : حسن الصدق النافع والإيمان وقبح الكذب الضار والكفران معلوم [ بالضرورة ] لكل عاقل من غير نظر إلى عرف أو شرع ، أو برهان . فلو لم يكن حسن هذه الأمور وقبحها ذاتيين لها ، لما كان كذلك وإذا كان الحسن والقبح ذاتيين في بعض الأفعال ، وجب أن يكونا ذاتيين لجميعها ; إذ لا قائل بالفرق .

            وتوجيه الجواب أن يقال : لا نسلم أن الحسن والقبح في هذه الأمور معلوم بالضرورة ، بل عدم حسن هذه الأمور وقبحها بما ذكر ، أي العرف ، أو الشرع ، أو البرهان . لأنا لو قدرنا أنفسنا خالية عن موجبات الشرع والعرف والبرهان ، وعرضنا هذه الأمور على أنفسنا ، لم يحصل لنا جزم بحسن هذه الأمور ولا بقبحها .




            الخدمات العلمية