الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - واستدل بقوله تعالى : واختلاف ألسنتكم . والمراد : اللغات باتفاق . قلنا : التوقيف والإقدار في كونه آية سواء .

            [ ص: 283 ]

            التالي السابق


            ش - هذا استدلال على المذهب الظاهر عند المصنف . وبيانه أن قوله تعالى : واختلاف ألسنتكم يدل على أن اللغات توقيفية . وذلك لأنه لا يجوز أن يكون المراد بالألسنة ، مفهومها الحقيقي ، لأن الاختلاف في غير الألسن ، أبلغ وأجمل ; إذ الاختلاف في أجرامها لا يبلغ إلى حد يستغرب . فإذن المراد اللغات ، تسمية للشيء باسم سببه . وإذا كانت اللغات مخلوقة ، كانت توقيفية .

            وزيفه المصنف بأن قال : إن اللسان اسم للجارحة المخصوصة ، وهو غير مراد بالاتفاق ، لكن التوقيف والإقدار على وضع اللغات متساويان في كون كل واحد منهما آية .

            واللسان كما يجوز أن يطلق على اللغات مجازا ، حتى يلزم أن يكون التوقيف آية ، يجوز أن يطلق على القدرة كذلك ، حتى يكون الإقدار آية : فليس حمله على اللغات أولى من حمله على القدرة على وضع اللغات .




            الخدمات العلمية