الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : فصل ولم يفصل أحد ، فقد خالف الإجماع .

            قلنا : عدم القول به ليس قولا بنفيه ، وإلا امتنع القول في واقعة تتجدد . ويتحقق بمسألتي الذمي والغائب .

            [ ص: 594 ]

            التالي السابق


            ش - الأكثر - وهم المانعون مطلقا - قالوا : القول الثالث ، فصل بين العيوب الخمسة مثلا ، ولم يفصل واحد من الفريقين ، فيكون القول بالفصل مخالفا للإجماع .

            أجيب بأن الفريقين لم يقل واحد منهما بالفصل ، وعدم القول بالفصل ليس قولا بنفي الفصل . لأنه لو كان عدم القول بالفصل قولا بنفي الفصل ، امتنع القول بحكم في واقعة متجددة لم يكن فيها قول لمن سبق ، لأن عدم القول [ ليس قولا بالعدم ] فلا يكون القول بالفصل مخالفا للإجماع .

            ويتحقق ما ذكرنا من أن عدم القول بالفصل لا يستلزم القول بعدم الفصل ، بمسألتي الذمي والغائب ، حيث جوز فيهما الفصل ، وإن لم يقل واحد من الفريقين بالفصل . فلو كان عدم القول بالفصل مستلزما للقول بعدم الفصل ، لم يجمعوا على جواز التفصيل في المسألتين .




            الخدمات العلمية