الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : فاسق ، فيرد قوله كالكافر والصبي . وأجيب بأن الكافر ليس من الأمة ، والصبي لقصوره . ولو سلم - فيقبل على نفسه .

            التالي السابق


            ش - القائلون بأن موافقته لا تعتبر مطلقا قالوا : إن المجتهد المبتدع بغير ما يتضمن كفرا فاسق ، فيرد قوله كالكافر والصبي ; فإنه يرد قولهما ، والجامع عدم التحرز من الكذب .

            [ ص: 551 ] أجاب المصنف عنه بالفرق : فإن الكافر إنما يرد قوله لأنه ليس من الأمة بخلاف الفاسق ; فإن الفسق لا يخرجه عن الأمة .

            والصبي إنما يرد قوله ; لأنه ليس من المجتهدين لقصوره من استنباط الأحكام . بخلاف الفاسق فإنه قد يكون مجتهدا; لأنه قد يقدر على استنباط الأحكام عن مداركها .

            ولو سلم أن الفسق يمنع عن قبول قوله في حق الغير للتهمة ، ولكن لا يمنع عن قبول قوله على نفسه ، لعدم التهمة . فإنهم إذا أجمعوا على ما يكون عليه ، فعدم موافقته لا تعتبر . أما إذا أجمعوا على ما يكون له ، فعدم موافقته تعتبر ; لأنه بعيد عن التهمة .




            الخدمات العلمية