الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          وإن قال : إن قرأت القرآن فأنت حر بعد موتي فقرأه جميعه في حياة سيده صار مدبرا وإن قرأ بعضه فلا . بخلاف إن قرأت قرآنا فأنت حر بعد موتي فيصير مدبرا بقراءة بعضه . لأنه في الأولى عرفه بالألف واللام الاستغراقية وقرينة الحال تقتضي قراءة جميعه إذ الظاهر أنه أراد ترغيبه في قراءته فعاد إلى جميعه . وفي الثانية نكره فاقتضى بعضه ( وليس ) التدبير ( بوصية ) بل تعليق العتق بالموت ( فلا يبطل ) التدبير ( بإبطال و ) لا ( رجوع ) كقوله : إن دخلت الدار فأنت حر ، حيث لا يصح رجوعه عنه . ولا يصح القول بأنه وصية له بنفسه ; لأنه لا يملك نفسه ، ولا تقف الحرية على قبوله واختياره ويتنجز عتقه عقب الموت . ولو كان وصية لصح إبطاله ورجوعه عنه

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية