الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان سر قوله صلى الله عليه وسلم : " نية المؤمن خير من عمله " .

التالي السابق


(بيان سر قوله -صلى الله عليه وسلم-: "نية المؤمن خير من عمله")

قال العراقي : رواه الطبراني من حديث سهل بن سعد، ومن حديث النواس بن سمعان، وكلاهما ضعيف. اهـ .

قلت: في سياق كل من الطريقين زيادات كما نذكرها، وأما هذا الذي أورده المصنف فرواه العسكري في الأمثال، والقضاعي في مسند الشهاب، والبيهقي في الشعب، وابن عساكر في أماليه من طريق ثابت البناني، عن أنس مرفوعا، إلا أنهم قالوا: "أبلغ" بدل "خير" .

وقال البيهقي : إسناده ضعيف، وقال ابن عساكر : غريب من هذا الوجه، وقال ابن دحية : إنه لا يصح، وجزم الزركشي بأنه ضعيف، وتبعه السيوطي في الدرر، وكأنه لأجل أبي عبد الرحمن السلمي فقد تكلم فيه جماعة بأنه وضاع، ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه، ولم يصب؛ فله طرق بمجموعها يتقوى الحديث .

وقد رواه أيضا الحكيم والعسكري عن ثابت البناني بلاغا. وأما لفظ حديث سهل بن سعد : " نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته، فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور " أخرجه الطبراني في الكبير، والخطيب في التاريخ، والضياء في المختارة .

قال الهيتمي: رجاله موثقون إلا حاتم بن عباد بن دينار، لم أر من ذكر له ترجمة. انتهى .

فحينئذ إطلاق العراقي القول بالضعف فيه محل نظر، ولفظ حديث النواس : "نية المؤمن خير من عمله، ونية الفاجر خير من عمله" هكذا هو لفظ العسكري في الأمثال .

وقد أخرج الطبراني مثله، وقد حكم العراقي بضعفه أيضا، وقد روي أيضا من حديث أبي موسى الأشعري : " نية المؤمن خير من عمله إن الله -عز وجل- ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله؛ وذلك أن النية لا رياء فيها والعمل يخالطه الرياء " أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بسند ضعيف. هذا ما يتعلق بتخريج الحديث .




الخدمات العلمية