وأما الرفع فمن أوجه أيضا، عطفا على "ولدان"، أي: إن الحور يطفن عليهم بذلك، كما الولائد في الدنيا. وقال : "أي: يطفن عليهم للتنعم لا للخدمة"، قلت: وهو للخدمة أبلغ; لأنهم إذا خدمهم مثل أولئك، فما الظن بالموطوءات؟ الثاني: أن يعطف على الضمير المستكن في "متكئين" وسوغ ذلك الفصل بما بينهما. الثالث: أن يعطف على مبتدأ وخبر حذفا معا تقديره: لهم هذا كله وحور عين، قاله الشيخ ، وفيه نظر; لأنه إنما عطف على المبتدأ وحده، وذلك الخبر له ولما عطف هو عليه. أبو البقاء
الرابع: أن يكون مبتدأ، خبره مضمر تقديره: ولهم، أو فيها، أو ثم حور. وقال : على وفيها حور كبيت الكتاب: الزمخشري
4211 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إلا رواكد جمرهن هباء
الخامس: أن يكون خبرا لمبتدأ مضمر، أي: نساؤهم حور، قاله [ ص: 204 ] . وأما النصب ففيه وجهان، أحدهما: أنه منصوب بإضمار فعل، أي: يعطون، أو يرثون حورا، والثاني: أن يكون محمولا على معنى: يطوف عليهم; لأن معناه يعطون كذا وكذا فعطف عليه هذا. وقال أبو البقاء : "ويجوز النصب على أن يحمل أيضا على المعنى; لأن معنى يطوف ولدان بكذا وكذا يعطون كذا وكذا، ثم عطف حورا على معناه"، فكأنه لم يطلع عليها قراءة. مكي
وأما قراءة "وحير" فلمجاورتها "عين" ولأن الياء أخف من الواو، ونظيره في التغيير للمجاورة: "أخذه ما قدم وما حدث" بضم دال "حدث" لأجل "قدم" وإذا أفرد منه فتحت داله فقط، وقوله عليه السلام:
، وقوله عليه السلام: "ورب السماوات ومن أظللن ورب الشياطين ومن أضللن" أيتكن صاحبة الجمل الأربب تنبحها كلاب "الحوءب" فك "الأربب" لأجل "الحوءب".
وقرأ "وحور عين" بالرفع والإضافة لـ "عين" قتادة بالنصب والإضافة وقد تقدم توجيه الرفع والنصب. وأما الإضافة فمن [ ص: 205 ] إضافة الموصوف لصفته مؤولا. وقرأ وابن مقسم "وحوراء عيناء" بإفرادهما على إرادة الجنس. وهذه القراءة تحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون نصبا كقراءة عكرمة أبي وأن تكون جرا، كقراءة الأخوين; لأن هذين الاسمين لا ينصرفان فهما محتملان للوجهين. وتقدم الكلام في اشتقاق العين. وعبد الله،