الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (9) قوله: كذبت قبلهم : مفعوله محذوف، أي: كذبت الرسل; لأنهم لما كذبوا نوحا عليه السلام فقد كذبوا جميع الرسل. ولا يجوز أن تكون المسألة من باب التنازع; إذ لو كان منه لكان التقدير: كذبت قبلهم قوم نوح عبدنا فكذبوه، ولو لفظ بهذا لكان تأكيدا، إذ لم يفد غير الأول. وشرط التنازع أن لا يكون الثاني تأكيدا، لذلك منعوا أن يكون قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4175 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس



                                                                                                                                                                                                                                      من ذلك. وفي كلام الزمخشري ما يجوزه فإنه أخرجه عن التأكيد فقال: "فإن قلت: ما معنى قوله: "فكذبوا" بعد قوله "كذبت"؟ قلت: معناه كذبوا فكذبوا عبدنا أي: كذبوه تكذيبا عقب تكذيب كلما مضى منهم قرن مكذب تبعه قرن مكذب" فهذا معنى حسن يسوغ معه التنازع. و "مجنون" [ ص: 131 ] خبر ابتداء مضمر أي: هو مجنون. والدال في "ازدجر" بدل من تاء كما تقدم. وهل هو من مقولهم، أي: قالوا: إنه ازدجر، أي: ازدجرته الجن، وذهبت بلبه، قاله مجاهد، أو هو من كلام الله تعالى، أخبر عنه: بأنه انتهر وزجر بالسب وأنواع الأذى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية