الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (59) قوله: ذنوبا : الذنوب في الأصل: الدلو الملأى ماء. وفي الحديث: "فأتى بذنوب من ماء" فإن لم تكن ملأى فهو دلو، ثم عبر به عن النصيب. قال علقمة:


                                                                                                                                                                                                                                      4113 - وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشاس من نداك ذنوب



                                                                                                                                                                                                                                      ويجمع في القلة على: أذنبة، وفي الكثرة على: ذنائب. وقال الملك لما أنشد هذا البيت: نعم، وأذنبة. وقال الزمخشري : "الذنوب: الدلو العظيمة" وهذا تمثيل، أصله في السقاة يقتسمون الماء، فيكون لهذا ذنوب، ولهذا ذنوب. قال الراجز:


                                                                                                                                                                                                                                      4114 - لنا ذنوب ولكم ذنوب     فإن أبيتم فلنا القليب



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 62 ] وقال الراغب : "الذنوب: الدلو الذي له ذنب". انتهى. فراعى الاشتقاق، والذنوب أيضا: الفرس الطويل الذنب وهو صفة على فعول، والذنوب: لحم أسفل المتن. ويقال: يوم ذنوب أي: طويل الشر استعارة من ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية