الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (11) قوله: ومنا دون ذلك : فيه وجهان، أحدهما: أن "دون" بمعنى "غير"، أي: ومنا غير الصالحين، وهو مبتدأ، وإنما فتح لإضافته إلى غير متمكن، كقوله: لقد تقطع بينكم فيمن نصب على أحد الأقوال، وإلى هذا نحا الأخفش. والثاني: أن "دون" على بابها من الظرفية، وأنها صفة لمحذوف تقديره: ومنا فريق - أو فوج - دون ذلك وحذف الموصوف مع "من" التبعيضية يكثر كقولهم: منا ظعن ومنا أقام، أي: منا فريق. والمعنى: ومنا صالحون دون أولئك في الصلاح. [ ص: 492 ] قوله: كنا طرائق فيه أوجه، أحدها: أن التقدير: كنا ذوي طرائق، أي: ذوي مذاهب مختلفة. الثاني: أن التقدير: كنا في اختلاف أحوالنا مثل الطرائق المختلفة. الثالث: أن التقدير: كنا في طرائق مختلفة كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4353 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كما عسل الطريق الثعلب



                                                                                                                                                                                                                                      الرابع: أن التقدير: كانت طرائقنا قددا، على حذف المضاف الذي هو الطرائق، وإقامة الضمير المضاف إليه مقامه، قاله الزمخشري ، فقد جعل في ثلاثة أوجه مضافا محذوفا; لأنه قدر في الأول: ذوي، وفي الثاني: مثل، وفي الثالث: طرائقنا. ورد عليه الشيخ قوله: كنا في طرائق كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .     كما عسل الطريق الثعلب



                                                                                                                                                                                                                                      بأن هذا لا يجوز إلا في ضرورة أو ندور، فلا يخرج القرآن عليه، يعني تعدي الفعل بنفسه إلى ظرف المكان المختص.

                                                                                                                                                                                                                                      والقدد: جمع قدة، والمراد بها الطريقة، وأصلها السيرة يقال: قدة فلان حسنة أي: سيرته وهو من قد السير أي: قطعه على استواء فاستعير للسيرة المعتدلة قال: [ ص: 493 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4354- القابض الباسط الهادي بطاعته     في فتنة الناس إذا أهواؤهم قدد



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4355- جمعت بالرأي منهم كل رافضة     إذ هم طرائق في أهوائهم قدد



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية