[ ص: 337 ] آ. (4) قوله: تسمع : العامة بالخطاب، و"لقولهم" متعلق به وضمن "تسمع" معنى تصغي وتميل، فلذلك عدي باللام. وقيل: بل هي مزيدة، أي: تسمع قولهم. وليس بشيء; لنصاعة معنى الأول. وقرأ عطية العوفي بالياء من تحت مبنيا للمفعول، والقائم مقام الفاعل الجار لأجل التضمين المتقدم. ومن اعتقد زيادة اللام أولا لم يجز أن يعتقدها هنا، أي: تسمع قولهم; لأن اللام لا تزاد في الفاعل ولا فيما أشبهه. وعكرمة
قوله: كأنهم خشب في هذه الجملة ثلاثة أوجه، أحدها: أنها مستأنفة. والثاني: أنها خبر مبتدأ مضمر، أي: هم كأنهم، قالهما . والثالث: أنها في محل نصب على الحال، وصاحب الحال الضمير في "قولهم" قاله الزمخشري . وقرأ أبو البقاء أبو عمرو وقنبل "خشب" بضم وسكون، وباقي السبعة بضمتين. وقرأ السعيدان: والكسائي ابن جبير وابن المسيب بفتحتين، ونسبها الزمخشري ولم يذكر غيره. فأما القراءة بضمتين فقيل: يجوز أن تكون جمع خشبة نحو: ثمرة وثمر، قاله لابن عباس ، وفيه نظر; لأن هذه الصيغة محفوظة في فعلة لا تنقاس نحو: ثمرة وثمر. ونقل الزمخشري عن الفاسي الزبيدي [ ص: 338 ] أنه جمع خشباء، وأحسبه غلط عليه لأنه قد يكون قال "خشب" بالسكون جمع خشباء نحو: حمراء وحمر; لأن فعلاء الصفة لا تجمع على فعل بضمتين بل بضمة وسكون. وقوله "الزبيدي" تصحيف: إما منه وإما من الناسخ، إنما هو تلميذ اليزيدي نقل ذلك أبي عمرو بن العلاء، . وقال الزمخشري : "وخشب بالضم والإسكان جمع خشب مثل: أسد وأسد". انتهى. فهذا يوهم أنه يقال: أسد بضمتين وليس كذلك. أبو البقاء
وأما القراءة بضمة وسكون فقيل: هي تخفيف الأولى. وقيل: هي جمع خشباء وهي الخشبة التي نخر جوفها، أي: فرغ، شبهوا بها لفراغ بواطنهم مما ينتفع به. وقيل: هي جمع خشبة نحو بدنة وبدن، قاله . الزمخشري
وأما القراءة بفتحتين فهو اسم جنس، وأنثت صفته كقوله: نخل خاوية وهو أحد الجائزين.
وقوله: مسندة تنبيه على أنها لا ينتفع بها، كما ينتفع بالخشب في سقف وغيره، أو شبهوا بالأصنام; لأنهم كانوا يسندونها إلى الحيطان.
قوله: يحسبون كل صيحة عليهم فيه وجهان، أظهرهما: أن [ ص: 339 ] "عليهم" هو المفعول الثاني للحسبان، أي: واقعة وكائنة عليهم، ويكون قوله: "هم العدو" جملة مستأنفة، أخبر تعالى بذلك. والثاني: أن يكون "عليهم" متعلقا بصيحة، و"هم العدو" الجملة في موضع المفعول الثاني للحسبان. قال : "ويجوز أن يكون "هم العدو" هو المفعول الثاني، كما لو طرحت الضمير. فإن قلت: فحقه أن يقال: هي العدو. قلت: منظور فيه إلى الخبر، كما ذكر في قوله: " هذا ربي " ، وأن يقدر مضاف محذوف على "يحسبون كل أهل صيحة". انتهى. وفي الثاني بعد بعيد. الزمخشري
قوله: أنى يؤفكون "أنى" بمعنى كيف. وقال ويحتمل أن يكون "أنى" ظرفا لـ "قاتلهم" كأنه قال: قاتلهم الله كيف انصرفوا، أو صرفوا؟ فلا يكون في القول استفهام على هذا. انتهى. وهذا لا يجوز; لأن "أنى" إنما هي بمعنى كيف، أو بمعنى أين الشرطية أو الاستفهامية، وعلى التقادير الثلاثة فلا تتمحض للظرف فلا يعمل فيها ما قبلها البتة، كما لا تعمل في أسماء الشرط والاستفهام. ابن عطية: