الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين .

[116] فلولا أي: فهلا كان من القرون التي أهلكناهم.

من قبلكم والآية للتوبيخ.

أولو بقية أي: ذوو جود وخير، وسمي الفضل والجودة بقية؛ لأن الرجل يستبقي أفضل ما يخرجه، يقال: هو من بقية الناس؛ أي: خيارهم. قرأ ابن جماز عن أبي جعفر (بقية) بكسر الباء وسكون القاف وفتح الياء مخففة، والباقون: بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء، معناه: فهلا كان من القرون من قبلكم أولو بقية من خير.

ينهون عن الفساد في الأرض أي: يقومون بالنهي عن الفساد، ومعناه جحد، أي: لم يكن فيهم أولو بقية إلا قليلا استثناء منقطع، أي: لكن قليلا.

ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد، وهم أتباع الأنبياء، و (من) في (ممن) للبيان لا للتبعيض، تقديره: لكن قليلا منهم أنجيناهم؛ لأنهم كانوا كذلك.

واتبع الذين ظلموا ما أترفوا نعموا فيه من الشهوات.

وكانوا مجرمين كافرين.

التالي السابق


الخدمات العلمية