الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .

[33] وما كان الله ليعذبهم أي: المشركين عذاب استئصال، جواب سؤالهم نزول الحجارة أو العذاب الأليم.

وأنت فيهم لأن العذاب إذا نزل، عم، ولهذا كان العذاب إذا نزل بقوم يؤمر نبيهم بالخروج بالمؤمنين منهم من بينهم، واللام في (ليعذبهم) لتأكيد النفي؛ أي: لولا وجودك بين ظهرانيهم، لعذبوا.

وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي: وفيهم من سبق له من الله أنه يصير من أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل أبي سفيان، وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم، وقيل غير ذلك، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل الله علي أمانين لأمتي: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون فإذا مضيت، تركت فيهم الاستغفار".

* * * [ ص: 111 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية