الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين .

[2] ربما قرأ نافع، وأبو جعفر، وعاصم: بتخفيف الباء، والباقون: بتشديدها، وهما لغتان، و (رب) للتقليل، و (كم) للتكثير، [ ص: 540 ] و (رب) تدخل على الاسم، و (ربما) على الفعل، يقال: رب رجل جاءني، وربما جاءني رجل، وأدخل (ما) هاهنا؛ للفعل بعدها.

يود يتمنى الذين كفروا يوم القيامة عند دخولهم النار، ومعرفتهم بدخول المسلمين الجنة.

لو كانوا مسلمين في الدنيا، فينجون النجاء الذي مانعه أن لم يكونوا مسلمين، فإن قيل: (ربما) للتقليل، وهذا التمني يكثر من الكفار، فالجواب: أنهم إذا شاهدوا أهوال يوم القيامة، تذهب عقولهم، فإذا ثابت إليهم عقولهم، وذلك قليل، سألوا الإسلام، ويجوز أنهم لما تمنوا الإسلام، فلم ينفعهم تمنيهم شيئا، كان قليلا؛ لأنه لم تحصل به فائدة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية