الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال .

[14] روي أن عامر بن الطفيل، وأربد بن ربيعة أخا لبيد وفدا على رسول الله قاصدين قتله، فأخذه عامر بالمجادلة، ودار أربد من خلفه ليضربه بالسيف، فتنبه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "اللهم اكفنيهما بما شئت"، فأرسل الله على أربد صاعقة فأحرقته، وولى عامر هاربا، فنزل ببيت امرأة سلولية، فرمي بغدة عظيمة، فمات، وكان يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية؟! فنزلت الآية:

له دعوة الحق
أي: هو المستحق لها، وهي لا إله إلا الله.

والذين يدعون من دونه أي: الآلهة الذين يدعونهم الكفار.

لا يستجيبون لهم بشيء يريدونه.

إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه أي: لا ينتفع عبدة الأصنام [ ص: 485 ] بدعائهم إلا كانتفاع عطشان يمد يده إلى ماء في حفيرة لا يصل إليه.

وما دعاء الكافرين الأصنام إلا في ضلال لا يفيد شيئا، ولا يغنيهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية