الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب .

[81] وكان لوط قد أغلق عليه وعلى أضيافه بابه، وهو يناشدهم من وراء الباب، وهم يعالجون في تسور الجدار، فلما رأت الملائكة ما يلقى لوط منهم.

قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك بسوء، وإن ركنك لشديد، فخل بيننا وبينهم، ففتح الباب، فصفق جبريل وجوههم بجناحه، فأعمى أبصارهم، فذهبوا يتهددون لوطا يقولون: مكانك حتى نصبح.

فأسر يا لوط بأهلك بابنتك وامرأتك. قرأ نافع، وابن كثير، وأبو جعفر: (فاسر) بوصل الألف من سرى، والباقون: بقطعها من أسرى، ومعناهما واحد، وهو سير الليل.

بقطع من الليل بطائفة منه، قيل: إنه السحر الأول.

ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك قرأ ابن كثير، وأبو عمرو (امرأتك) برفع التاء على الاستئناف، من الالتفات؛ أي: لا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك، فإنها تلتفت فتهلك، وكان لوط قد أخرجها معه، ونهى من تبعه ممن أسرى بهم أن يلتفت سوى زوجته، فإنها لما سمعت هدة العذاب، [ ص: 365 ] التفتت، وقالت: واقوماه! فأدركها حجر فقتلها. وقرأ الباقون: بنصب التاء على الاستثناء من الإسراء؛ أي: فأسر بأهلك إلا امرأتك فلا تسر بها، وخلفها مع قومها، فإن هواها إليهم، قال القرطبي: وهي القراءة البينة الواضحة المعنى.

إنه مصيبها ما أصابهم من العذاب، فقال لهم لوط: متى موعد هلاكهم؟ فقالت الملائكة: إن موعدهم الصبح قال لوط: أريد أسرع من ذلك، فقالوا: أليس الصبح بقريب ؟

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية