الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين .

[109] أفمن أسس بنيانه قرأ نافع، وابن عامر: (أسس) بضم الهمزة وكسر السين (بنيانه) رفع فيه جميعا على غير تسمية الفاعل، والباقون بفتح الهمزة والسين والنون على تسمية الفاعل، والمراد: قواعد البنيان.

على تقوى من الله ورضوان أي: على طلب التقوى، ورضا الله. [ ص: 243 ]

خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف طرف واد منحفر أصله بالماء.

قرأ ابن عامر، وحمزة، وخلف، وأبو بكر عن عاصم: (جرف) ساكنة الراء، والباقون: بضم الراء، وهما لغتان.

هار أي: أشرف على السقوط. قرأ أبو عمرو، والكسائي، وأبو بكر عن عاصم: (هار) بالإمالة، واختلف عن قالون وابن ذكوان، وروي عن يعقوب، وقنبل الوقف بالياء على (هاري).

فانهار به أي: سقط بالباني.

في نار جهنم يريد: بناء هذا المسجد الضرار كالبناء على شفير جهنم يتهور بأهلها فيها.

والله لا يهدي القوم الظالمين إلى ما فيه نجاتهم، المعنى: أفمن أسس دينه على أثبت القواعد، وهو الإيمان خير، أم من أسسه على أضعف القواعد، وهو الكفر، فيسقط صاحبه في النار؟ وروي أنه حفرت بقعة في مسجد الضرار، فرئي الدخان يخرج منها.

* * * [ ص: 244 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية