الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون .

[69] ولما دخلوا على يوسف قالوا: هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به، قد جئنا به، فقال: أحسنتم وأصبتم، وستجدون ذلك عندي، ثم أنزلهم وأكرمهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة، فبقي بنيامين وحده، فبكى وقال: لو كان أخي يوسف حيا لأجلسني معه، فأجلسه يوسف معه، وجعل يؤاكله، وأنزل كل اثنين في مكان، فلم يبق لبنيامين ثان، فقال: هذا لا ثاني له، فيكون معي، فبات عند يوسف فذلك قوله عز وجل:

آوى أي: ضم إليه أخاه فلما خلا به، قال له: ما اسمك؟ قال: بنيامين، قال: أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك؟ فقال: ومن يجد مثلك؟ ولكن لم يلدك يعقوب، ولا راحيل، فبكى يوسف وقام إليه وعانقه، و قال له: إني أنا أخوك يوسف. قرأ أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر، وابن كثير: (إني) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها، وقرأ [ ص: 444 ] نافع، وأبو جعفر: (أنا أخوك) بالمد.

فلا تبتئس أي: لا يلحقك بؤس، وهو الشدة.

بما كانوا يعملون بنا فيما مضى؛ فقد أحسن الله إلينا، وجمعنا، فلا تعلمهم بأمرنا، فقال: لا أفارقك، فقال: قد علمت اغتمام والدي بي، وإذا احتبستك، ازداد غمه، ولا يمكنني أخذك إلا بعد أن أرميك بالسرقة، فقال: افعل ما شئت.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية