الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون .

[4] وفي الأرض قطع متجاورات متلاصقات مختلفات مع تلاصقها طيبة إلى سبخة، وكثيرة الريع إلى قليله، ونحو ذلك.

وجنات بساتين من أعناب وزرع ونخيل صنوان هي النخلات يجمعهن أصل واحد، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في العباس: "عم الرجل صنو أبيه". [ ص: 476 ]

وغير صنوان النخلة المنفردة بأصلها. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص عن عاصم: (وزرع ونخيل صنوان وغير) بالرفع في الأربعة عطفا على (جنات)، وقرأها الباقون: بالخفض عطفا على (أعناب).

يسقى بماء واحد وهي متغايرة في الألوان والطعوم. قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب: (يسقى) بالياء على التذكير؛ أي: يسقى المذكور، وقرأ الباقون: بالتاء على التأنيث؛ أي: تسقى الجنة بما فيها، وأمال حمزة، والكسائي القاف.

ونفضل بعضها على بعض في الأكل في الثمر والطعم. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (ويفضل) بالياء؛ لقوله: يدبر الأمر يفصل ، وقرأ الباقون: بالنون على معنى: ونحن نفضل بعضها على بعض في الأكل، وقرأ نافع، وابن كثير: (الأكل) بإسكان الكاف، والباقون: بضمها، والأكلة بضم الهمزة: اللقمة، وبكسرها: الحالة يؤكل عليها، [ ص: 477 ] وبفتحها: المرة الواحدة، كذلك بنو آدم من أب واحد، واختلفت خلقهم وأخلاقهم.

إن في ذلك المذكور لآيات لقوم يعقلون يستعملون عقولهم بالتفكر.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية