الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون .

[35] قل هل من شركائكم من يهدي يرشد إلى الحق ، فماذا قالوا: لا، ولا بد لهم من ذلك.

قل الله يهدي للحق يقال: هديته للحق وإلى الحق، واستعمل هنا اللغتان.

أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي أي: يهتدي. قرأ ابن كثير، وابن عامر، وورش عن نافع: بفتح الياء والهاء وتشديد الدال، وأبو جعفر كذلك، إلا أنه بإسكان الهاء، من اهتدى يهتدي، أدغموا التاء في الدال بعد نقل حركتها مفتوحة إلى الهاء. وقرأ أبو عمرو، وقالون عن نافع: باختلاس فتحة الهاء تخفيفا، والتعليل فيه كالذي قبله، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء وإسكان الهاء وتخفيف الدال، من هدى يهدي غيره، وقرأ يعقوب، وحفص عن عاصم: بفتح الياء وكسر الهاء وتشديد الدال، مبالغة؛ لأنه أدغم التاء في الدال، ولم يلق حركتها على الهاء، فاجتمع ساكنان، فكسرت الهاء لالتقاء الساكنين، وروى أبو بكر عن عاصم: بكسر الياء إتباعا للهاء مع التشديد، والتعليل فيه كالذي قبله، ومعنى القراءات كلها واحد. [ ص: 284 ]

إلا أن يهدى المعنى: الله الذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع، أم الصنم الذي لا يهتدي بنفسه إلى مكان ينتقل إليه (إلا أن يهدى)؛ أي: ينقل؟! فما لكم كيف تحكمون بما يقتضي صريح العقل بطلانه.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية