الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أقسام من له نوع عبادة بلا استعانة .

3-القسم الثالث : من له نوع عبادة بلا استعانة : وهؤلاء نوعان :

أحدهما : أهل القدر القائلون بأنه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الألطاف ، وأنه لم يبق في مقدوره إعانة له على الفعل .

فإنه قد أعانه بخلق الآلات ، وسلامتها ، وتعريف الطريق ، وإرسال الرسول ، وتمكينه من الفعل ، فلم يبق بعدها إعانة مقدورة يسأله إياها .

وهؤلاء مخذولون موكلون إلى أنفسهم ، مسدودة عليهم طريقة الاستعانة ، والتوحيد .

قال ابن عباس -رضي الله عنه - : الإيمان بالقدر نظام التوحيد ، فمن آمن بالله ، وكذب بقدره ، نقص توحيده .

النوع الثاني : من لهم عبادة ، وأوراد ، لكن حظهم ناقص من التوكل ، والاستعانة ، لم تتسع قلوبهم لارتباط الأسباب بالقدر .

وإنها بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له ، وكالعدم الذي لا وجود له ، وإن القدر كالروح المحرك لها ، والمعول على المحرك الأول .

فلم تنفذ بصائرهم من السبب إلى المسبب ، ومن الآلة للفاعل ، فقل نصيبهم من الاستعانة .

وهؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم ، وتوكلهم ، ونصيب من الضعف ، والخذلان بحسب استعانتهم ، وتوكلهم .

ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه ، لأزاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية