الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
زيادة: «لا يرقون» وهم من الراوي.

قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: «ولا يرقون».

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم -وسئل عن الرقي-: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فلينفعه».

وقال: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا».

قال: وأيضا فقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورقى النبي أصحابه.

قال: والفرق بين الراقي والمسترقي: أن المسترقي سائل، مستعطف، ملتفت إلى غير الله بقلبه، والراقي محسن.

قال: وإنما المراد: وصف السبعين ألفا بتمام التوكل، فلا يسألون غيرهم أن يرقاهم، ولا يكويهم، وكذا قال ابن القيم -رحمه الله-، وهكذا لا يسألون غيرهم أن يكويهم كما لا يسألون غيرهم أن يرقاهم استسلاما للقضاء، وتلذذا بالبلاء.

قلت: والظاهر أن الاكتواء أعم من أن يسألوا ذلك، أو يفعل بهم ذلك باختيارهم.

وأما الكي عند الضرورة، فجائز كما في «الصحيح» عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبي بن كعب طبيبا، فقطع له عرقا، وكواه.

وفي «صحيح البخاري» عن أنس: أنه كوي من ذات الجنب، والنبي صلى الله عليه وسلم حي [ ص: 124 ]

وروى الترمذي، وغيره، عن ابن عباس: «وأنا أنهى عن الكي».

وفي لفظ: «ما أحب أن أكتوي».

قال ابن القيم: قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع:

أحدها: فعله.

والثاني: عدم محبته.

والثالث: الثناء على من تركه.

والرابع: النهي عنه.

ولا تعارض بينها -بحمد الله تعالى-؛ فإن قوله، وفعله يدل على جوازه.

وعدم محبته لا يدل على المنع منه.

وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى، وأفضل.

وأما النهي، فعلى سبيل الاختيار، والكراهة.

انتهى، ومعنى: «لا يتطيرون»: لا يتشاءمون بالطيور، ونحوها.

وسيأتي بيان الطيرة، وما يتعلق بها في بابها -إن شاء الله تعالى-.

التالي السابق


الخدمات العلمية