الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بيان معنى تحريم وتحليل رسول الله ، وغيره من الأئمة

وأما نسبة التحليل والتحريم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبمعنى : أن قوله أمارة قطعية لتحليل الله وتحريمه .

وأما نسبتها إلى المجتهدين من أمته ، فبمعنى : روايتهم ذلك عن الشرع من نص الشارع ، أو استنباط معنى من كلامه .

واعلم أن الله تعالى إذا بعث رسولا ، وثبتت رسالته بالمعجزة ، وأحل -على لسانه - بعض ما كان حراما عندهم ، ووجد بعض الناس في نفسه انحجاما عنه ، وبقي في نفسه ميل إلى حرمته لما وجد في ملته من تحريمه ، فهذا على وجهين :

1-إن كان لتردد في ثبوت هذه الشريعة ، فهو كافر بالنبي .

2-وإن كان لاعتقاد وقوع التحريم الأول تحريما لا يحتمل النسخ لأجل أنه -تبارك وتعالى - خلع على عبد خلعة الألوهية ، أو صار فانيا في الله ، باقيا به ، فصار نهيه عن فعل ، أو كراهيته له مستوجبا لحرم في ماله ، وأهله ، فذلك مشرك بالله تعالى ، مثبت لغيره غضبا وسخطا مقدسين ، وتحليلا وتحريما مقدسين .

ومنها : أنهم كانوا يتقربون إلى الأصنام والنجوم بالذبح لأجلهم ، إما [ ص: 280 ] بالإهلال عند الذبائح بأسمائهم ، وإما بالذبح على الأنصاب المخصوصة لهم ، فنهوا عن ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية