الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بعض خصائص الألوهية

ومن خصائص الألوهية : الكمال المطلق من جميع الوجوه ، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه .

وذلك يوجب أن تكون العبادة له وحده عقلا ، وشرعا ، وفطرة .

فمن جعل ذلك لغيره ، فقد شبه الغير بمن لا شبيه له .

ولشدة قبحه ، وتضمنه غاية الظلم أخبر من كتب على نفسه الرحمة أنه لا يغفره أبدا .

ومن خصائص الألوهية : العبودية التي لا تقوم إلا على ساقي الحب ، والذل .

فمن أعطاهما لغيره سبحانه ، فقد شبهه بالله تعالى في خالص حقه . [ ص: 306 ]

وقبح هذا مستقر في العقول ، والفطر .

لكن لما غيرت الشياطين فطر أكثر الخلق ، واجتالتهم عن دينهم ، وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ؛ كما روى ذلك عن الله تعالى أعرف الخلق به ، وبخلقه ، فعموا عن قبح الشرك حتى ظنوه حسنا .

ومن خصائص الإلهية : السجود : فمن سجد لغيره ، فقد شبهه به .

ومنها : التوكل ، فمن توكل على غيره ، فقد شبهه به .

ومنها : التوبة ، فمن تاب لغيره ، فقد شبهه به .

ومنها : الحلف باسمه ، فمن حلف بغيره ، فقد شبهه به .

ومنها : الذبح له سبحانه : فمن ذبح لغيره ، فقد شبهه به .

ومنها : حلق الرأس .

إلى غير ذلك. هذا في جانب التشبيه .

وأما في جانب التشبه : فمن تعاظم ، وتكبر ، ودعا الناس إلى إطرائه ، ورجائه ، ومخافته ، فقد تشبه بالله ، ونازعه في ربوبيته .

وهو حقيق بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويجعله كالذر تحت أقدام خلقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية