الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الدعاء هو العبادة :

و «يدعون » بمعنى يعبدون ؛ لأن من عبد شيئا ، فإنه يدعوه عند احتياجه إليه . . . إلى آخر ما قال. انتهى .

وقال النسفي -رحمه الله تعالى - في تفسيره «مدارك التنزيل » تحت تفسير الآية الأولى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ، إن مات عليه ويغفر ما دون ذلك ؛ أي : ما دون الشرك -وإن كان كبيرة - مع عدم التوبة .

والحاصل : إن الشرك مغفور عنه بالتوبة ، وإن وعد غفران ما دونه لمن لم يتب ؛ أي : لا يغفر لمن يشرك وهو مشرك ، ويغفر لمن مذنب وهو مذنب .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لقي الله تعالى لا يشرك به شيئا ، دخل الجنة ، ولم تضره خطيئته » .

وتقييده بقوله : « لمن يشاء » لا يخرجه عن عمومه ؛ كقوله : الله لطيف بعباده يرزق من يشاء [الشورى : 19] .

قال علي -رضي الله تعالى عنه - : ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية . [ ص: 338 ]

وحمل المعتزلة على التائب باطل ؛ لأن الكفر مغفور عنه بالتوبة ؛ لقوله تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال : 38] ، فما دونه أولى أن يغفر بالتوبة .

والآية سيقت لبيان التفرقة بينهما ، وذا فيما ذكرنا : ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما كذب كذبا عظيما استحق به عذابا أليما . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية