الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال تعالى : ألم أقل لكم [البقرة : 33] يا ملائكتي إني أعلم غيب السماوات والأرض .

يعني ما كان وما سيكون . وذلك أنه سبحانه علم أحوال آدم قبل أن يخلقه .

قال في «فتح البيان » : وفي اختصاصه بعلم غيب السماوات والأرض رد لما يتكلفه كثير من العباد من الاطلاع على شيء من علم الغيب ؛ كالمنجمين ، والكهان ، وأهل الرمل ، والسحر والشعوذة . انتهى .

ومنهم جهلة المتصوفة المدعية له بالكشف والإلهام .

وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون أي : ما تظهرون وما تسرون ، كما يفيده معنى ذلك عند العرب ، ومن فسره بشيء خاص ، فلا يقبل منه إلا بدليل .

وقال تعالى : ذلك من أنباء الغيب [آل عمران : 44] ؛ أي : من أخبار ما غاب عنك نوحيه إليك أي : نعلمك به ونظهرك ، والخطاب لرسول الله .

وفيه : أن الغيب مختص علمه به تعالى ، ولا يعلمه أحد ، نبيا كان أو غيره .

وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون [آل عمران : 44] .

وقد استدل بهذا من أثبت القرعة ، والخلاف في ذلك معروف ، وقد ثبت أحاديث صحيحة في اعتبارها ، وردت في خمسة مواضع ذكرها الشوكاني -رحمه الله - في النيل ، وعددها .

والمراد هنا بهذه الآية : إثبات علم الغيب لله سبحانه ، وأنه لا يشركه فيه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب .

التالي السابق


الخدمات العلمية