الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الرابعة : قيل : الحكمة من تنزيه القرآن عن الشعر الموزون ، مع أن الموزون من الكلام رتبته فوق رتبة غيره ، أن القرآن منبع الحق ومجمع الصدق ، وقصارى أمر الشاعر التخييل ، بتصوير الباطل في صورة الحق والإفراط في الإطراء والمبالغة في الذم والإيذاء دون إظهار الحق وإثبات الصدق ، ولهذا نزه الله- سبحانه وتعالى- نبيه عنه ، ولأجل شهرة الشعر بالكذبة سمى أصحاب البرهان القياسات المؤدية في أكثر الأمر إلى البطلان والكذب شعرية .

                                                                                                                                                                                                                              وقال بعض الحكماء : لم ير متدين صادق اللهجة مغلقا في شعره ، وأما ما وجد في القرآن مما صورته صورة الموزون ، فالجواب عنه إن ذلك لا يسمى شعرا ، لأن شرط الشعر القصد ، ولو كان شعرا لكان كل من اتفق في كلامه شيء موزون شاعرا ، ولكان الناس كلهم شعراء ، لأنه قل أن يخلو كلام أحد عن ذلك ، وقد ورد ذلك على الفصحاء ، فلو اعتقدوه شعرا لبادروا إلى معارضته والطعن عليه ، لأنهم كانوا أحرص شيء على ذلك ، وإنما يقع ذلك لبلوغ الكلام الغاية القصوى في الانسجام . وقيل : البيت الواحد وما كان على وزنه لا يسمى شعرا ، وأقل الشعر بيتان فصاعدا .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل : الرجز لأنه لا يسمى شعرا أصلا ، وقيل : أقل ما يكون من الرجز شعرا أربعة أبيات ، وليس ذلك في القرآن بحال .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية