الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس عشر في احتياطه- صلى الله عليه وسلم- في نفي التهمة عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد عن حبة وسواء ابني خالد الخزاعي- رضي الله تعالى عنهما- قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل عملا أو يبني بناء ، فأعناه فلما فرغ دعا بنا ، وقال : «لا تيأسا من الخير ما تهززت رؤوسكم إن الإنسان ولدته أمه أحمر ليس عليه قشر ، ثم يرزقه الله عز وجل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن صفية بنت حيي قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيت أزوره ليلا فحدثته ، ثم قمت فانقلبت ، فقام معي يقبلني ، وكان مسكنها في دار أم أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «على رسلكما ، إنها لصفية بنت حيي» ، فقالا : سبحان الله! يا رسول الله وكبر عليهما فقال : «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو شيئا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم والبخاري في الأدب وأبو الحسن بن الضحاك عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امرأة من نسائه إذ مر به رجل فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «يا فلان هذه زوجتي فلانة» قال : من كنت أظن به ، فلم أظن بك قال : «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله تعالى :يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك إلى قوله غفور رحيم [الممتحنة- 12] ، فمن أقرت بهذا الشرط من المؤمنات [قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «قد بايعتك كلاما ولا والله ما مست يده امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله قد بايعتك على ذلك» ] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن بن الضحاك بسند ضعيف عن الشعبي مرسلا- رحمه الله تعالى- قال : وفد عبد قيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة ، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره . [ ص: 393 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية