الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني في استثنائه -صلى الله عليه وسلم- في يمينه ، ونقضه يمينه ، ورجوعه عنها ، وكفارته

                                                                                                                                                                                                                              وفيه نوعان :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في استثنائه صلى الله عليه وسلم في يمينه

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والطبراني برجال الصحيح عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما «والله ، لأغزون قريشا» ثم قال : «إن شاء الله» ، ثم قال : «والله لأغزون قريشا» ، ثم قال : «إن شاء الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في قوله تعالى : واذكر ربك إذا نسيت [الكهف : 24] الاستثناء ، فاستثن إذا ذكرت ، قال : هي خاصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحدنا أن يستثني إلا في صلة يمينه .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حلف على يمين فرأى خيرا منها كفر عن يمينه وأتى التي هي خير

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار والإمام أحمد ورجاله ثقات عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن أبا موسى استحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافق منه شغلا ، فقال : والله ، لا أحملك ، فلما قفا ، دعاه فحمله ، فقال : يا رسول الله ، إنك حلفت ألا تحملني ، قال : فأنا أحلف لأحملنك .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن عمران بن الحصين -رضي الله تعالى عنهما- قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستحمله في نفر من قومي ، قال : والله ، لا أحملك ، والله ما عندي ما أحملك عليه ، مرتين ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحمال غر الذرى ، فأرسل إلينا فحملنا ، فلما مضينا قلت لأصحابي : ما أراه مبارك لنا فيها ، قد حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملنا ، ثم حملنا ، فرجعنا [ ص: 100 ] إليه ، فأخبرناه يمينه ، فقال : لم أنس يميني ، ولكني إذا حلفت فرأيت غيرها خيرا منها فعلت الذي هو خير وكفرت عن يميني .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية