الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني عشر في أحكام متفرقة :

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عنه أنه جيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهودية التي سمته في لحم الشاة التي صنعتها له ، فسألها عن ذلك فقالت : فعلته لأقتلك فقال : ما كان الله ليسلطك علي ذلك وقال علي : ألا نقتلها قال : لا ، فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أبي سلمة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها وأن بشر بن البراء ممن أكل من لحم تلك الشاة ، فمات .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث عشر : في حكمه- صلى الله عليه وسلم- في القسامة :

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام مالك والترمذي عن سهل بن أبي حثمة ، أنه أخبره رجال من كبراء قومه ، أن عبد الله بن سهل ومحيصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم ، فأتى محيصة ، فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قتل وطرح من فقير بئر أو عين فأتى يهود ، فقالوا : أنتم والله قتلتموه ، فقالوا : والله ، ما قتلناه ، فأقبل حتى قدم على قومه ، فذكر لهم ذلك ، ثم أقبل هو وأخوه حويصة وهو أكبر منه ، وعبد الرحمن فذهب محيصة ليتكلم ، وهو الذي كان بخيبر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «كبر كبر» يريد السن فتكلم حويصة ثم تكلم محيصة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إما أن يدوا صاحبكم ، وإما أن يؤذنوا بحرب» فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فكتبوا إنا والله [ ص: 216 ] ما قتلناه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن «أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم ؟ » فقالوا : لا ، قال «أفتحلف لكم يهود ؟ قالوا : ليسوا بمسلمين فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بمائة ناقة حتى أدخلت عليهم الدار .

                                                                                                                                                                                                                              قال سهل : لقد ركضتني منها ناقة حمراء .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية